"إن الدولة عقد عقلي يهدف إلى ضمان الحقوق وتنظيم الحريات."
"إن الدولة عقد عقلي يهدف إلى ضمان الحقوق وتنظيم الحريات."
حلل القولة، مبرزًا الأساس العقلي لمشروعية الدولة والغايات التي ينبغي أن تحققها.
منذ بداية وجوده على الأرض، سعى الإنسان إلى الانتقال من حياة التوحش والاضطراب إلى حياة منظمة يسودها الاستقرار والتعاون. ولتحقيق ذلك، ظهرت الدولة كضرورة تاريخية، وكتنظيم عقلاني يهدف إلى تأطير العلاقات بين الأفراد وتحقيق السلم الاجتماعي.
لكن هذا الوجود الانساني لم يخلُ من مشكلات في كيفية الانتقال من الهمجية إلى المدنية و خاصة تلك التي تتعلق بمصدر مشروعية الدولة والأسس التي بنيت عليها! ومن هنا نتساءل هل تُؤسس الدولة على التسلط والقوة أم على العقل والتوافق؟ وهل الدولة أداة لضبط الأفراد وخدمتهم، أم أنها سلطة مفروضة عليهم؟
إن القولة التي بين أيدينا تنتمي إلى مجزوءة السياسة، وتندرج ضمن مفهوم الدولة، وبدقة أكثر في محور مشروعية الدولة وغاياتها، وتطرح إشكالًا فلسفيًا محوريًا هو: ما مصدر مشروعية الدولة؟ وهل تقوم على تعاقد عقلاني بين الأفراد؟ وما الغاية من وجودها؟ وهل يُمكن اختزالها في حماية الحقوق وتنظيم الحريات؟ أم أن وظيفتها تتجاوز ذلك إلى خدمة مصالح أوسع؟